قام سعادة سفير الجزائر في لبنان، السيد كمال بوشامة، صباح يوم الجمعة الواقع في 11 نيسان 2025، بزيارة استطلاعيةإلى مدينة طرابلس، على رأس وفد من أعضاء السفارة الجزائرية.

استهلّ سعادة السفير زيارته بلقاء رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس والشمال، السيد توفيق دبوسي، وذلكبحضور المديرة السيدة ليندا سلطان ووفد من السفارة. وقد شكّل اللقاء مناسبة لاستعراض سبل تطوير التعاون الاقتصاديوالتجاري بين الجزائر ولبنان، لا سيما في ضوء المتغيرات الإقليمية والدولية التي تفرض صيغًا جديدة من الشراكة المستندةإلى الابتكار والبحث العلمي والتكامل التنموي.

وقدّم السيد دبوسي عرضًا وافيًا حول المشاريع الاستراتيجية التي تضطلع بها غرفة طرابلس الكبرى، مشددًا على أهميةتوسيع آفاق التعاون بين البلدين، والاستفادة من الطاقات الكامنة لدى الجانبين في سبيل بناء شراكات اقتصادية متقدمة.

من جهته، أعرب سعادة السفير بوشامة عن اعتزازه بزيارة طرابلس، مؤكدًا أن اختياره البدء من غرفة طرابلس لم يكن من قبيلالمصادفة، بل تقديرًا للدور الحيوي والدينامية التي تتمتع بها هذه المؤسسة في رسم ملامح مستقبل اقتصادي واعد. وأشادسعادته بالمشاريع المعروضة التي رأى فيها فرصًا استراتيجية واعدة على مستوى شرق المتوسط، مؤكدًا استعداد الجزائرالكامل للمساهمة كشريك فاعل في تحقيق هذه الرؤية الطموحة.

كما نوّه سعادته بعمق الروابط التاريخية والثقافية التي تجمع الشعبين الشقيقين، مشيرًا إلى أن التحديات الراهنة تستوجبمزيدًا من الانفتاح والتعاون العربي البيني، في إطار رؤى تكاملية تؤسس لبناء مستقبل مشترك مستدام يخدم المصالح العليالشعوب المنطقة.

وفي سياق الزيارة، التقى سعادة السفير بدولة رئيس مجلس الوزراء السابق، السيد نجيب ميقاتي، في دارته بطرابلس، حيثجرى استعراض الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة. وبعد اللقاء، أدلى سعادته بتصريح أعرب فيه  عن لقائه دولة الرئيس،الذي يحظى بتقدير كبير في الجزائر، مشيرًا إلى أنه نقل إليه تحيات ومودّة فخامة رئيس الجمهورية الجزائرية، السيد عبدالمجيد تبون، الذي أكد على خصوصية العلاقة مع لبنان. وأضاف السفير بوشامة:

“لقد كان اللقاء مثمرًا وصريحًا، وتناولنا فيه مختلف الملفات اللبنانية والعربية، وأكدنا موقف الجزائر الثابت في دعم لبنان،ومساندة قضاياه الوطنية والإنسانية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، التي تظل مركزية في وجدان الجزائريين.”

كما شملت الجولة لقاء سماحة مفتي طرابلس والشمال، الشيخ محمد إمام، في دار الفتوى، بحضور رئيس دائرة اوقاف طرابلس، الشيخ بسام بستاني. وتم خلال اللقاء التباحث في الشأنين اللبناني والجزائري، حيث أكد سعادة السفير حرصالجزائر، قيادةً وشعبًا، على الوقوف إلى جانب لبنان، مشيرًا إلى أن الجزائر تولي هذا البلد الشقيق أهمية خاصة في رؤيتهاالاستراتيجية العربية، داعيًا سماحة المفتي إلى زيارة الجزائر في الوقت الذي يراه مناسبًا.

ورحّب سماحة المفتي بسعادة السفير والوفد المرافق، مثمنًا هذه الزيارة الكريمة، ومعربًا عن تقديره الكبير للجزائر، دولةًوشعبًا، لما لها من مواقف مشرّفة تجاه مختلف القضايا العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، مشيدًا بالتفاتة السفير إلىطرابلس واهتمامه بأهلها.

وفي محطة أخرى من الزيارة، التقى سعادة السفير المطران يوسف سويف، رئيس أساقفة طرابلس المارونية، حيث دار نقاش معمق حول قيم التعايش والتسامح، وتم التوقف عند محطات مشرقة في تاريخ الأمير عبد القادر الجزائري، لا سيما دورهالإنساني في الدفاع عن المسيحيين خلال أحداث العام 1860، في تجلٍ رفيع لقيم النبل والشهامة المتجذرة في الشخصيةالجزائرية.

وفي ختام اليوم الاستطلاعي، لبّى سعادة السفير كمال بوشامة دعوة كريمة إلى مأدبة غداء أقامها على شرفه السيد توفيق دبوسي ، رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس والشمال، حيث سادت أجواء الود والتقدير المتبادل، وتكرّستخلالها معاني الأخوة والشراكة بين الجانبين.