في سياق التلاقي الثقافي العربي، الذي يشكّل امتدادًا طبيعيًا للعمل الدبلوماسي الراقي، لبّى سعادة سفير الجزائر بلبنان، السيد كمال بوشامة، الدعوة التي وجهتها إليه الشاعرة والكاتبة د. نوال الحوار، للمشاركة في اللقاء الثقافي الذي نظمه صالون نوال الحوار الثقافي، مساء يوم الجمعة 13 جوان/يونيو 2025، في حضور سعادة سفير الجمهورية التونسية في لبنان، السيد بوراوي الإمام، إلى جانب نخبة من الكتّاب والمثقفين والإعلاميين والمهتمين بالشأن العام.
وقد شكّل اللقاء مناسبة ثقافية متميزة، جمعت بين الشعر والدبلوماسية، وفتحت المجال لحوار وجداني وموضوعي حول القيم المشتركة التي توحد الشعوب العربية، وتؤسس لمساحات تلاقي تتجاوز اعتبارات السياسة الآنية، نحو أفق ثقافي وإنساني أرحب.
شهد اللقاء تقديم ومناقشة مؤلّف سعادة السفير كمال بوشامة: “الأمير عبد القادر وجزائريو بلاد الشام”، الصادر عن اتحاد الكتّاب العرب، وهو عمل أكاديمي يوثّق لمرحلة حاسمة من التاريخ العربي المشترك، ويضيء على العلاقة الروحية والتاريخية بين الجزائر وبلاد الشام، من خلال سيرة الأمير عبد القادر الجزائري وشيخه الجليل محيي الدين بن عربي، الراقدين في تراب الشام، شاهدين على وحدة القيم والنضال والمصير.
وقد عبّرت الدكتورة نوال الحوار في كلمتها الترحيبية عن سعادتها بهذا اللقاء الثقافي الذي جمع بين الفكر والدبلوماسية، مؤكدة أن الثقافة تبقى مساحة جامعة تعالج ندوب السياسة، وتمنح للحوار العربي–العربي بعدًا وجدانيًا صادقًا، يُعبّر عن عمق الانتماء القومي المشترك.
من جانبه، ثمّن سعادة السفير كمال بوشامة هذه المبادرة الرفيعة، مؤكدًا أن العمل الدبلوماسي لا ينفصل عن الحضور الثقافي، وأن الإنتاج المعرفي هو رافد أساسي من روافد القوة الناعمة التي تسهم في تعزيز صورة الوطن والتواصل مع الشعوب.