أحيت سفارة الجزائر في لبنان، صباح يوم السبت 5 جويلية 2025، الذكرى 63 لعيدي الاستقلال والشباب، تحت شعار: “جزائرُنا… إرثُ الشهداء ومجدُ الأوفياء”، وذلك بحضور أعضاء طاقم السفارة الدبلوماسي والمحلي.

وقد افتُتحت المراسم بتحية العلم الوطني على أنغام النشيد الرسمي للجمهورية، تلاها تلاوة فاتحة الكتاب والوقوف دقيقة صمت ترحماً على أرواح شهداء الثورة التحريرية المجيدة، في لحظة خشوع ووفاء لبطولات خالدة صنعت استقلال الجزائر.
وبهذه المناسبة، ألقى سعادة السفير السيد كمال بوشامة، كلمة وجدانية توجّه بها إلى أحد الأطفال الحاضرين من الأبناء، في مشهد رمزي يعكس أهمية نقل الذاكرة الوطنية للأجيال الصاعدة. وبأسلوب إنساني مبسّط، خاطبه قائلاً:
“هل تعرف يا صغيري لماذا نرفع اليوم علمنا بهذا الفخر؟ لأن رجالًا ونساءً قبلنا، حملوا أحلام شعب بأكمله، وواجهوا الظلم بصدور عارية، ليمنحونا هذا الوطن حرًا كما نراه اليوم.”
وفي ختام حديثه، أوضح السفير كمال بوشامة أنه لم يختر أن يوجّه كلمته إلى الحاضرين من طاقم السفارة، لأنهم يعرفون التاريخ ويحفظونه، بل آثر أن يخاطب الطفل، قائلاً:
“هو من يحتاج أن يسمع… أن يفهم لماذا هذا العلم مرفوع، ولماذا نُحيي هذه الذكرى بكل هذا الإجلال.”
ثم أردف، بنبرة هادئة مشبعة بالمعنى:
“بناء الأوطان لا يبدأ من الكبار الذين عاشوا وعايشوا، بل من الصغار الذين لم يشهدوا الاستعمار، لكن سيحملون إرث من قاوموه.”
أولم يكن هو نفسه وزيرًا للشباب والرياضة؟ فكيف لا يدرك أن الغد يُصنع من الوعي الذي يُزرع في عقول وقلوب الجيل الجديد.